القدس تُعتبر مدينة القدس مهد الديانات السماوية الثلاثة الإسلامية والمسيحية واليهودية، ويرجع تاريخها إلى أكثر من خمسة آلاف سنة، وهي بذلك تُعدّ إحدى أقدم مدن العالم حيث تعاقب عليها حضارات العصر البرونزي، والحديدي، والهلنستي، والروماني، والبيزنطي، والصليبي، والأموي، والعباسي، والفاطمي، والأيوبي، والمملوكي، والعثماني مخلفّةً وراءها آثارها ومخطوطاتها الأثرية، ولُقبّت على مرّ هذه العصور بألقاب عديدة أهمّها مدينة يبوس، وإيليا، وبيت المقدس، والقدس.
القدس .. تاريخها
تُعتبر مدينة القدس وجهةً سياحيةً عالميةً يزورها العديد من الأشخاص حول العالم نظراً لأهميتها الدينية والتاريخية؛ حيث تضم العديد من المعالم الدينية المهمّة؛ كقبّة الصخرة، والمسجد الأقصى، وكنيسة القيامة، وتُقسّم القدس إلى 4 أحياء رئيسية، وهي: الحيّ الإسلامي، والحيّ المسيحي، والحيّ الأرمني، والحيّ اليهودي.
الأماكن المقدسة:
القدس تحتضن العديد من المواقع المقدسة بالنسبة للأديان الثلاث: المسيحية والإسلام واليهودية.
من أبرز هذه المواقع الدينية:
الكنيسة القديسة القبر المقدس:
حيث يُعتقد أن يسوع المسيح دفن وقام من الأموات وهو مكان مهم للمسيحيين.
الجدار الغربي (حائط المبكى):
يُعتبر مكانًا مقدسًا لليهود.
المسجد الاقصى وقبة الصخرة:
معلم إسلامي بارز والمكان الذي أُسري به النبي محمد.
خلال تاريخها الطويل، هوجمت القدس 52 مرة، واحتُلّت وأُعيد احتلالها 44 مرة، وحوصرت 23 مرة، ودُمرت مرتين. استوطن البشر الجزء الأقدم من المدينة في الألفية الرابعة قبل الحقبة العامة، لتصبح القدس إحدى أقدم المدن في العالم.
تاريخ مدينة القدس طويل ومعقد
وهي واحدة من أقدم المدن في العالم، ولها أهمية دينية وتاريخية كبيرة في الأديان السماوية الثلاث: اليهودية والمسيحية والإسلام. يُعتبر تاريخ القدس مهمًا للكثير من الشعوب والثقافات.
العصور القديمة:
يعتقد أن القدس كانت مأهولة منذ آلاف السنين قبل الميلاد. في العصور القديمة، احتلتها العديد من الإمبراطوريات والحضارات، بما في ذلك الكنعانيين والعبرانيين.
العصور الوسطى:
في العصور الوسطى، كانت القدس تحت السيطرة الإسلامية بعد الفتح الإسلامي في القرن السابع الميلادي. بني القبة الصخرية والمسجد الأقصى في هذه الفترة.
الفترة الصليبية:
في القرن الحادي عشر، احتلت القدس من قبل الصليبيين خلال الحروب الصليبية، واستمرت السيطرة الصليبية لعقود قليلة.
اقرا ايضابرنامج سياحي جورجيا 14 يوم 13 ليلة
العصور الوسطى المتأخرة:
في القرن الثالث عشر، استعاد صلاح الدين الأيوبي القدس من يد الصليبيين.
الفترة العثمانية:
في القرن السادس عشر، سيطرت الإمبراطورية العثمانية على القدس واستمرت السيطرة العثمانية حتى الحرب العالمية الأولى.
الانتداب البريطاني:
بعد الحرب العالمية الأولى، تم منح الانتداب البريطاني على فلسطين من قبل الأمم المتحدة، وتمت معالجة القضية الفلسطينية بصورة معقدة خلال هذه الفترة.
القدس والكيان الصهيوني
في عام 1947، اقترحت الأمم المتحدة تقسيم فلسطين إلى دولة إسرائيل ودولة فلسطين، وأعلنت إسرائيل استقلالها في عام 1948. منذ ذلك الحين، شهدت القدس العديد من الصراعات بين إسرائيل والفلسطينيين بشأن السيادة على المدينة.
الانقسام والنزاع:
القدس شهدت العديد من النزاعات والتوترات على مر العصور بين مختلف الأديان والثقافات. النزاع الإسرائيلي الفلسطيني الحديث قد تسبب في تقسيم المدينة إلى القدس الشرقية والغربية. الجزء الشرقي هو القسم الفلسطيني الذي تعتبره الأمم المتحدة جزءًا من الأراضي المحتلة، بينما يسيطر إسرائيل على الجزء الغربي.
القدس عاصمة فلسطين ولكنها تحت الاحتلال:
إسرائيل أعلنت القدس عاصمة للدولة اليهودية بعد استقلالها في عام 1948، لكن المجتمع الدولي لم يعترف بذلك واعتبر تلك الخطوة غير شرعية. في عام 2017، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى المدينة.
الجهود للسلام:
هناك جهود دائمة تبذل لإيجاد حلاً للصراع الإسرائيلي الفلسطيني ومستقبل القدس. الحل النهائي لمستقبل القدس يعد واحدًا من أبرز المسائل المعقدة في هذا النزاع.
تاريخ القدس مليء بالأحداث والمعاناة والأمل، والمدينة تظل مكانًا مهمًا للثقافة والديانة والتاريخ، وهي تستمر في جذب الزوار من مختلف أنحاء العالم.
القدس تحتل مكانة خاصة في القلوب والعقول للعديد من الأشخاص حول العالم بسبب أهميتها الدينية والتاريخية، ولا تزال قضية القدس محورية في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.